ثانيا: أوجه القصور هل يعقل أن يستغرق انتقال ملف رخصة قيادة سيارة بين وحدتي مرور بالقاهرة الكبرى ستة أشهر؟ ، شكا أحد المواطنين من أنه لازال يراجع وحدة المرور منذ ما يقرب من عشرة أشهر ولم يصل ملف رخصة قيادته بعد . لماذا يكلف المواطن بتوصيل خطاب استدعاء الملف مما يتطلب ضياع يوم عمل لاستلام الخطاب وآخر لتسليمه . لماذا يكلف المواطن بإحضار شهادة بيانات لرخصة سارية مسجل بها كل البيانات ومختومة بخاتم المرور مما يؤدي إلى فقدان يومي عمل يقضيهما بين فرعين من فروع الإدارة العامة للمرور . ألا يتسبب هذا إلى زيادة الكثافة المرورية دون داع. فكثيرا ما نسمع عبارة " ضياع الملف " في فروع وحدات المرور المختلفة . ما الذي يلزم وحدات المرور ومكاتب التوثيق ببدء عملها التاسعة صباحا ؟ ألا يكون من الأجدى بدء عملها السابعة صباحا خاصة وأن موظفي الخزينة ينهون أعمالهم الثانية عشر ظهرا . ما من يوم يمر على وحدة تأمينات امبابة سواء الاجتماعية أو السيارات دون مشاجرات وأصوات عالية بسبب التعقيدات التي يلمسها كل المتعاملين مع موظفي هذه الأقسام ، لا بد من وقفة تعيد الأمور إلى نصابها : رابعا: وصف لنماذج واقعية يمكن أن تلقي الضوء على معاناة المواطنين بسبب تعاملهم مع وحدات الخدمات الحكومية : يتسم هذا الجزء من الدراسة بالتفصيل لا لعجز عن اختصاره ولكن ليوضح مدى المعاناة اليومية التي يتكبدها المواطن لإنهاء طلبات الأجهزة الحكومية منه حتى يتمكن من الحياة دون ملاحقتها له " وينفذ بجلده " ، وبالإضافة إلى هذا السبب يمثل هذا الجزء المادة الخصبة التي على ضوئها يتمكن المسئول من اتخاذ قرار تبسيط الإجراءات وإدخال ما يناسب الجهة من أجهزة متطورة . كما يمثل محاولة لرسم نموذج لما يجب اتباعه من خطوات يتبعها الباحث للتسجيل الواقعي والمخلص لأداء الموظف والمردود على المواطن والمشاكل التي يعانيها والذي لا يمكن تلمسه بالعمل المكتبي " مع العلم أن هذا الوضع يتكرر بصورة أو بأخرى عند التعامل مع معظم الأجهزة الحكومية ، وإنشاء الله نتناول بالتفصيل تجاربنا معها .